Al-hussein Nectar
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روااية حزينة \,,,

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عذبة الروح
Admin
عذبة الروح


انثى
عدد الرسائل : 286
المزاج : أحبكم مــآآرآآ
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

روااية حزينة \,,, Empty
مُساهمةموضوع: روااية حزينة ,,,   روااية حزينة \,,, Emptyالخميس 20 مارس 2008, 9:11 am

الكاتبة ...حبيسة الذكريات" سمراء "

هاأنذا عاود لكم من جديد مع رواية جديدة ....من بنات افكاري

ملاحظة : جميع من اطلع على هذه الرواية من المقربين بكى حزنا الا انا ... فماذا عنك..؟؟!!

اترككم مع الاحداث...

الفصل الاول...

"...هل هناك عذاب أشد وأقسى على الإنسان من رؤية حبيبته مع أقرب الناس إليه؟..."
هذا ماقرأته "سوسن" وهي تبكي وتقول :"لا..لايوجد..لايوجد.." دخل "سمير" وقال متعجباً ومشفقاً:"أمي..لماذا تبكين؟!"ونظر فرأى بجانبها صورة أخيه فدمعت عيناه رغماً عنه وقال:"هل تفتقدينه؟!"وعندما أطرقت برأسها سألها ببرأه:"هل كنت تحبينه؟" إلتفتت إليه بحده ثم تساءلت في نفسها (أيكون ظاهراً عليّا لهذه الدرجة)وارتاحت عندما أكمل"..لم أرَ في حياتي زوجة أب تحب ابن زوجها مثلك ..يالك من حنونة ..إنك طيبة جداً"
هزت رأسها وهي تحاول عدم النظر له خجلاً..لأنها تعلم مدى ابتعاد الحقيقه عن كلامه..ثم قال بحيرة "..ولكنه كان جامداً معك...أسلوبه معك جاف تماماً...كان يمزح معنا..ويضحك في الخارج ...ولم أره يفعل ذلك معك أبداً ..بل إنه كان يتجنب النظر إليك تماماً..كما لوكان...."قطع تأملاته فجأة وهو ينظر إلى أمه بحيرة "لماذا ياأمي ؟؟هل كان يكرهك؟!"
هزت رأسها نفياً وهي تقول في سرّها:"يالقوة ملاحظته!"وقالت له بهدوء :"لا..كان يحترمني!!" ثم ابتسمت بسخريه واشمئزاز من نفسها وهي تحدث نفسها :"لقد كان شديد الإحترام لي...لا أدري كيف استطاع ذلك!!!"
**********************
"لقد تلقيت عقد عمل وسأذهب له بعد يومين ..وقد أعود بأموال تمكنني من الزواج بك"
قال "شاكر" ذلك وهو متفائل وقلق عليها في نفس الوقت فقالت له بحب:"سأنتظرك حتى آخر العمر..وأتمنى لك التوفيق"
قال بابتسامة عريضة ونظرة واثقة:"قريباً..ستحل أمورنا إن شاء الله"
امسكت بيده بحب وقالت برقة :"طالما اني معك ..فلا يهمني شيء في هذه الدنيا"
ابتسم لها بحب وهزّ رأسه ارتياحاً..
انقطعت بعدها لقاءاتهم اسبوعاً كاملاً..خرجت بعده"سوسن" لتسأل عنه..ولم تعرف أين يمكن أن تسأل فاتجهت إلى مكتب أبيه المتواضع وهناك..سألت عنه:"هل السيد شاكر موجود؟كنت أريده في خدمة وقد وعدني بها.!!."
ابتسم الأب بفخر وقال:"لقد سافر للعمل في منطقة مجاورة..وسيعود بعد فترة " سألت بلهفة:"كم مقدارها؟!"وعندما رأت نظرته المتشككة والمستغربة قالت بسرعة :"الموضوع عاجل"
بان التفهم في عينيه وقال :"لا أعلم بالتحديد..قد تطول وقد تقصر" فقامت مرتبكة مترددة وقالت:"شكراً لك..قد أعود ثانية وأسأل "فقال لها الأب بحنان:"المكان مكانك.." ثم ناولها ورقة وقلم قائلاً:"اسمك وعنوانك لو سمحتي.." اعطته مايريد..وابتدأت الإتصالات.. وتطوّر الأمر..وطلبها للزواج..فوافقت..!!
************************************
عمل" شاكر" بجد وجمع مبلغاً محترماً من المال وعاد مسرعاً يجمع ملابسه للعودة لدياره..عندما اكتشف ضياع ماله وقد سرق الصندوق بأكمله.. جلس بإرهاق وحزن وقال:"إنا لله وإنا إليه راجعون" وعاد بعدها إلى بلده كسيف الحال..بعد غياب دام ثلاثة أشهر..وما دفعه للحياة والتفاؤل هو تذكره لحبيبته التي سيراها قريباً..وعاد سريعاً..وحجز معها موعد في نفس المكان..وهناك التقته..بكل برود وجفاء..
قابلها "شاكر"وهو سعيد وكله شوق لها..ليبث لها آلامه فتخففها عنه بكلامها الشافي..وتعطيه دفقة أمل ليكمل بها مسيرته ..لكنها لم تكن كذلك..قال لها وهو مازال سارحاً في أحلامه :"هي أيام بعدها سنتزوج وسنعيش في عالم..." قاطعته بسخرية :" ..من الأحلام.." بهت من كلامها فأكملت بسخرية:"..سنعيش في حلم تعيشه في مخيلتك" تعجب بشدة من أسلوبها الجديد معه فقال:"ماذا تقصدين؟!" ضحكت بسخرية وقالت :"كلها أيام!! وستمتد هذه الأيام إلى ثلاثة أشهر" شعر بصدمة من كلامها فقال:"هل تسخرين مني ؟! أنت تعرفين الحال.. ولم أخدعك ولم أكذب عليك..ولم أخفي عنك شيئاً..اعتمدت الصدق من أول علاقتنا"
اطرقت ساكتة وابتعدت عنه مسافة وهي تفكر ثم التفتت وقد حسمت أمرها..وبان كل الجمود والجفاء مع رفعت رأسها ..وأخرجت من حقيبتها بطاقة مدت بها إليه بحزم ..فأخذها منها وفتحها وهو ينظر إلى "سوسن" مقطباً ثم قرأ في الكرت اسم أبيه واسمها..والموعد..ومع ذلك لم يستوعب وقد ظنها قد توفقت بعمل جديد ..وأنها تفاجئه بها..أو تدعوه إلى حفلة عمل.. فابتسم بحيرة وقال:"ماهذا؟! لم أفهم!!" قالت بجمود وجفاء:"هذه صفة جديدة فيك..لم أكن أعلمها من قبل..أنك غبي.." صُدِم من كلامها وارتفعت حاجباه دهشة من وقاحتها فقالت مكملة:"إنه كرت.. يحدد موعد زفافي على ...أنا آسفه" واطرقت..
قطب حاجبيه بغضب وركز نظراته الذاهلة عليها..ولم يستمع لباقي كلامها..لكن كلمة آسفه التي قالتها رنّت في عقله..فانفجر غاضباً "آسفه؟!أنت آسفه!!.. ما معنى هذا؟!" نظرت إليه فأكمل ساخراً" ما معنى كلامك فأنا اليوم غبي كما قلت !!" أطرقت ولم ترد فأكمل معاتباً"ألم نتفق؟!..أم...."قاطعته..وقد خافت من حالته هذه قائلة باستعطاف:"لستُ مضطرة أن أبقي عمري وقفاً لك ..طالما أن هناك من سيسعدني ..لا تقف في طريق سعادتي..أرجوك"
قال بخفوت:" لكن..ألا يحق لي أن أفهم لماذا؟!..وهل كنت تخدعيني طوال الوقت..هل تعلمين اسم من في هذا الكرت.."لم ترد فصرخ قائلاً:" هذا أبي!!هل تعلمين ماذا يعني أن يكون أبي؟!!!"
كانت تقف جامدة أمامه ..لكن قلبها يرجف كورقة في مهب الريح..هزّت رأسها بهدوء وقالت:" أعلم ذلك.. وهو الآن زوجي رسمياً".. قال بهدوء تعجبت له وارتجفت منه:"وما كان بيننا ..هل كان كذباً؟!"قالت ببرود:"كلا..كنت أحبك فعلاً..لكني اكتشفت أن ذلك لن يطعمنا عيشاً حافاً لنأكله ..ولن يدفع عنا فواتير الكهرباء..ولن.." قاطعها بقسوة:" ولن يصرف على حفلاتك..وملابسك.. وسفرياتك التي تحلمين بها.. أليس كذلك؟!" أدارت وجهها للناحية الأخرى هرباً من نظراته....
تقدم الأب فرِحا واحتضن أبنه قائلاً:"سترى الليلة عروس أبيك الجميلة .. أرجو أن لا تقول أني خطفتها منك... لأنها إحدى زبوناتك ...هههههههههههه"كان كلامه كالخناجر تغرز في قلبه ..امسك الأب كتفي ابنه الذي كان واقفاً مستسلماً محولاً نظراته عن أبيه الذي قال :"سأفعل كما يفعل الأرسترقراطين ..ساجعلك وصيفي ..أنا أنتظر على المنصة ..بينما تحضر لي أنت عروسي ..حتى تتآلفان.." التفت إلى ابيه بحدة وغضب وخوف ..ضحك الأب غير منتبه لرد فعل ابنه العنيف وقال مكملاً:" صحيح أنه لا أحد يفعل ذلك هنا ولكني سأكون أول من ابتكر هذه الزفه.." أخرج "شاكر" كلامه محشرجاً وهو يقول :" قد لا أستطيع حضور الحفل كله ... لدي عمل مهـ..." ضرب الأب على كتف ابنه مازحاً وهو يضحك ويقول:" لا شيء يعيقك عن حضور زفاف أبيك يارجل!! ستحضر أليس كذلك؟! فأنا لن أعود إلى المنزل إن لم تحضرني أنت.."
كان "شاكر" يعلم أن ما يطلبه منه أبوه ضرب من المستحيل..وأن ما يهدده به سينفذه لا محاله لذلك داس على قلبه بشدة...ووافق...

***********

ضربت الدفوف ومشت العروس يدها بيد " شاكر " وهي تنظر لأبيه أمامها متصنعة الضحكة ..أما هو فقد كان جامدا الملامح وهو يمشي بها على السجاد الاحمر لكنها ليست له بل لأبيه..وأخيراً سلمها ليد ابيه..وودعها للأبد ..وتعالت الزغاريد معلنةً إياها في ذلك اليوم زوجة لأبيه ..وأدار هو ظهره بعدها معلناً وفاة قلبه في ذلك اليوم...
وبعد ما عاناه من امل محبوبته...كافح...وقام بدورة اعمال واسعة ..اخفق في بعضها ونجح في البعض الآخر...وجّه انتقامه الى مكان آخر وأخذ يثقل على نفسه بالعمل...فيداوم صباحاً ومساءً ....وفي الاجازات يعمل ايضاً.. وهكذا اصبح من اصحاب الشركات خلال سنه واحدة واستمرت اعماله تلقى النجاح بعد النجاح...لكن نظرة الحزن بقيت في عينيه طول عمره...وقد زاده ذلك جمال..انه الجمال الحزين...
وبعد شهور من زواجها اكتشفت انها اخطأت الاختيار...وأنها مازالت تحب " شاكر " وتميل اليه..وقد قال لها ذات مرة :" لقد صنعت بيننا حاجزاً أبدياً بنفسك...فلماذا تبكين ؟!" اجابته:" لم تعد تهمك دموعي.."
هز كتفيه بلا مبالاه قائلاً:" انها تهم ابي ..ابي فقط.." اراد ان ينصرف عندما استوقفته قائلة.."شاكر... ارجوك... انتظر واسمعني ..." التفت لها قائلاً "لا ...لم يعد هناك ما يقال...أنت الآن محّرمة عليّ..انت الآن زوجة ابي.." اراد ان يتحرك فوقفت "سوسن" مسرعة امامه وقالت.." لم استطع إلا ان احبك....حتى وان تظاهرت بغير ذلك..اعتقدت ان اباك سوف ينسيني إياك... لكني كنت مخطئة ...لقد كان يجبرني على المقارنه بينكما..واذا خرجت معه اتمنى لو كنت بجانبك انت...واحسد كل بنت اراها معك ...أليس هذا ايضاً قمة العذاب.."
استدار للجهة الثانيه وهو يقول:"...لا...لأنك التي اخترت ذلك بكامل إرادتك...بينما انا اجبرت على كل ما أنا فيه.."...
وبعد اشهر اخرى دخل الأب فرحاً مستبشراً... وابتسم له ابنه فقال الاب.."بارك لي يابني...أصبحت اب للمرة الثانيه بعد 25 عاماً...زوجتي حامل.." ذهل من الخبر وانكمشت اساريره سريعا وحل محله الم وحزن عميق...فضربه ابوه على كتفه قائلاً" افرح ياولد سيكون لك بعد هذا العمر اخ وستساعدني في تربيته.." لم يشأ ان يخيب ظن ابيه.. ولم يريده ان يلاحظ شيئاً...ولا ان يكدر سروره...لم يرد كل ذلك ...لذلك ورغماً عنه ابتسم...!!!

***************************************
هل انتهت معاناة شاكر الى هنا...بالتأكيد لا.. فالأيام القادمة تحمل بين طياتها احداث جديدة ومعاناة جديدة...
الى ان اعود ...تحياتي للجميع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذبة الروح
Admin
عذبة الروح


انثى
عدد الرسائل : 286
المزاج : أحبكم مــآآرآآ
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

روااية حزينة \,,, Empty
مُساهمةموضوع: رد: روااية حزينة \,,,   روااية حزينة \,,, Emptyالخميس 20 مارس 2008, 9:15 am

الفصل الثاني...
ومرت الأشهر ووضعت "سوسن" مولودها الأول وهي تتصنع السعادة والحب لزوجها ..ومرت السنين واصبح لديها ثلاثة ابناء " سمير- سالم وناصر " وبنتان "اسماء وامل "...دخلت " سوسن " المطبخ وهي تعلم انه موجود به فقالت شاكية وهي حامل بالسادس والذي لم تكتب له الحياة..:" ارجوك...لم اعد احتمله...لم اعد اطيقه خاصه في حضورك..." قال لها بقسوة.." لا تتحدثي عنه هكذا..انه ابي...ابي هو الحاجز الذي بنيته بيدك ...حافظي عليه...اني احذرك اياك ان تهدميه...لا اريد لأبي ان يتأذى ...دعيه يعيش حياته الباقيه سعيداً واكملي ما بدأته من تمثيل...وأنا سأرحل بعيداً.."
خافت ان يرحل حقاً فلا تعود تراه ثانية فقالت..:" لا...ستحطم اباك تماماً لو فعلت ذلك.." قال ساخراً:" لا اريد ان ادمر سعادتك وأقف في طريقها..." قامت تبكي وتقول..." سعادتي تدمرت منذ تزوجت اباك...ليتك وقفت في طريقها...ومنعتني.." تنهد قائلاً " لم يعد يفيد الندم ولن تجديك الشكوى .." قالت بدهشة وحسرة..." ألم تعد تهتم ببكائي؟!!!" هز كتفيه قائلاً :" هناك من يهتم به غيري وهو احق اولى مني.."قالت من بين دموعها .." أصبحت قاسي القلب...و..
" قاطعها " نعم ...لقد مات قلبي وقد كانت "سوسن" سبب وفاته.."
قالت بعتاب.." إنها انا ...لما لا تقولها صريحة..." وقف بجسمه الرياضي الشامخ الوسيم وملامحه الرجوليه الشديدة الجمال وقال بعزة وجفاء.. " لا ...لست انت..واحدة عرفتها قبل سبع سنوات ولم اعد اعلم عنها شيئاً واعتقد انها قد ماتت الآن.."

جلس "شاكر" في مكتبه منهمك في مراجعة اوراق احدى مشروعاته عندما دخلت سكرتيرته المغرمه به..ووقفت على رأسه تناظره فرفع شاكر رأسه ببطء..ووجدها تنظر اليه بوله فقال بسخرية..:" نعم ؟..ماذا هناك ؟!" قالت بشرود..:" عمل..وماذا غير العمل ؟!!" قال بعصبية.." ابعدي عني هذه النظرات اولاً..ثم اعطيني ما معك.." انتبهت لنفسها وقالت مرتبكة.." آسفه.." ثم عادت لوضعها العملي قائله.." حسناً ...هذه اجندة الشهر القادم...لكن....هناك..." قاطعها قائلاً..:" مابك مترددة ؟! هل حصل شيئاً سيئاً..." قالت مسرعة " لا..لكن هناك ...مذيعه من قناة فضائية...طلبت موعد معك لإجراء مقابلة تلفزيونية على الهواء في برنامج " صفوة المجتمع " برنامج علمي و..." قاطعها بنفاذ صبر قائلاً.." حسناً حسناً ...وماذا فعلت انت؟! اعطيتيها موعد؟؟! " هزت رأسها باستسلام وبطء وقالت.." نعم " استند الى كرسيه متفحصاً وقام يعبث به يديره يميناً ويساراً وهو يقول.." لماذا ؟! ما وجهة نظرك ؟! وانت تعلمين اني لم يسبق لي ان ظهرت في مثل هذه الاماكن واخجل منها ولا احبها "...قالت مدافعة.." اعرف ذلك ...لكني اعتقدت اننا في السنه المقبلة لدينا مشاريع كثيرة وموسّعه..فمن باب التحدث عنها..وشرحها والدعاية لها..ستكون دعاية مجانية لنا...اقصد لشركتنا ...بس.."
قال مفكراً.." هممممم ...وجهة نظر معقولة..اثبتي انك تفكري.." ابتسمت له فقال.." اكدي لها الموعد.." وابتسم لها..فرقص قلبها فرحاً واتسعت ابتسامتها وهي تنصرف مسرعة ومسرورة وتقول" حالاً" قال وهو يعود لأوراقه.."ذكية...لو تترك فقط عادة الحب هذه.."
عاد "شاكر الى منزله ووجد الطبيب يخرج من منزلهم تتبعه زوجة ابيه.. فتجاهلهما مسرعاً الى ابيه ..وصعد لحجرته فوجده مستلقياً على سريره وانتبه لأول مرة الى مدى كبر الاب وضعفه..اقترب منه وقال بحنان.." هل انت بخير يا ابي ؟!!" رفع الاب نفسه وقال.." اوه يا بني لقد كبرت..ويظهر ان منيّتي قد قربت.." قال "شاكر" بخوف.."ابعد الله عنك الشر يا ابي لا تقل ذلك.." ضحك الاب وقال.." يابني هذا ليس شراً انه امر واجب ولا بد منه..وكلنا لها.." امتلأت عيناه بالموع فقال مغيرا الموضوع.." دعنا من هذا الكلام يا ابي..ولننظر لزاوية اخرى.." قاطعة مبتسماً " تقصد العمل؟!"
ابتسم "شاكر " ابتسامه خفيفة فنفسيته لا تساعده على اكثر من ذلك..وقال.." نعم..فأنا اريد توسيع شركة الورقيات..واريد شريك او تمويل على الاقل..وقلت انك يمكن ان تستفيد من هذا العمل فأنت اولى من الغريب.." وانتظر يسمع رده بلهفة..
لم يكن الاب يرفض له طلباً لذلك قال فوراً.." احضر دراسة المشروع وسأنظر به.." هنا دخلت زوجة ابيه فقام "شاكر" وخرج فقالت بغضب تريد اسماعه انتقاماً منه موجهة الكلام لزوجها..." اتمنى ان لا ترمي اموالك هكذا وخلفك اطفال لو يؤمن مستقبلهم بعد.." وابتسمت بحقد عندما وافقها بهزّة من رأسه...
تجاهلها "شاكر" ولم يحاول مجادلتها.. ونزل الى المطبخ ليشرب شيئاً بارداً..اي شيء يهدئ من غضبه..فنزلت زوجة ابيه خلفه فقال دون مقدمات ودون لف او دوران..." لماذا تعامليني هكذا؟! انا لم اسيء اليك بشيء..!!" وقطب حاجبيه عندما قالت بسخريه.." ما هذا الذي اسمعه ؟! عتاب احباب..!!!" قال بهدوء " لسنا احباب لنتعاتب..لكني لا اريد ان يغضب ابي مني..ويعطل الاعمال بسببك..لا شيء شخصي لذا لا تكوني انانيه وتقفي في طريقي.." ثم قام وانصرف..ضربت بيدها على طاولة المطبخ بغضب ...وذهبت..

ارتدى الاب روب الاستقبال وخرج للصالة منادياً على ابنائه.." هيا يا ابناء تعالوا كلكم ..اتركوا مافي ايديكم وانظروا ..تعالوا وانظروا الى افضل صديق لي على الاطلاق.. اخوكم سيظهر على الشاشة في مقابلة على الهواء... ياهوووو اصبحنا مشاهير.." اجتمع الكل مسرعاً يتسابقون ويضحكون..واسرعت " سوسن" تحضر شريط الفيديو.. ثم جلست بعيده عن زوجها بعد ان اطفأت النور حتى لا يراها احد ويفضح نظراتها له..ونظرت لزوجها قائلة في نفسها.." مالذي فعلته بنفسي.؟!!"
ظهرت المذيعة الجميلة المتأنقة والتي شعرت " سوسن" بغيرة منها قائلة.." مرحباً بكم أعزائي المشاهدين في حلقة جديدة مميزة من برنامجكم صفوة المجتمع...اخترنا لكم هذا اليوم ملك جمال رجال الاعمال..او كما يحلو لي ان اسميه.." المالك الحزين.." ابتسم بدهشه من هذه التسميه... التفتت اليه قائلة بابتسامه عريضة..مما جعل سوسن تبعد نظرها عن الشاشة بضيق..قالت المذيعة.." سيدي الفاضل في البداية احب ان تعرّف جمهورك ومعجبيك ومحبيك ببطاقتك الشخصية.." احمر وجهه خجلاً فهذه اول مرة تجرى معه مقابلة على الهواء وتعجب في نفسه من اين لي معجبين ومحبين وهل يعرفني احد في مجال غير العمل!!! ارتبك وقال بعدها وعيناه لا تثبتان في مكان.." اسمي شاكر امين السامر.. اعمل مديراً لمجموعة شركات الاخلاص القابضة..غيـ ..غير متزوج.." ثم ابتسم بإحراج وقال.." لا داعي لذكر عمري.." ضحكت المذيعة وقالت .." عجيب مع ان المتعارف عليه ان النساء هنّ الاتي لا يعترفن بعمرهن.. حسناً ياسيد شاكر..هلاّ حدثتنا عن اخر اعمالك او عنها بشكل عام.." ابتدأ الكلام عنه بحرية لأنه مجال عمله الذي يجيده تماماً ولا مكان فيه للعواطف...
وفي البيت كان الكل يتحلق حول التلفاز يتابعون اخوهم بشغف وحب..ونظرة اعجاب وحب واضحة من عيني سوسن مسلطة عليه..
اكملت المذيعة.." سيد شاكر.. أين المرأة من عملك هذا..ترى هل لها نصيب من كل مجموعاتك.."
قال بنظرة ارتباك.." بالتأكيد .. ولماذا لا يكون.؟؟!..هناك مجالات خاصة بالمرأة في عملي..والتي لا استغني عنها مثل سكرتيرتي..التي اوجه لها تحية على الهواء.."..وقال في نفسه.." فهي التي ورطتني بكل هذا.."
ومن منزلها ابتسمت السكرتيرة ونظرة الحب مازالت ملازمتها
قالت المذيعة بجدية.." وما رأيك الشخصي في المرأة العاملة ؟! "
كانت اجاباته دائماً تبدأ بصمت قصير..يتحدث بعده..
فقال.." المرأة قد تنجح وقد تفشل..فمثلاً اذا نجحت في عملها قد تفشل في بيتها ..وبعضهن يفشلن في عملهن تماما ..لكنهن ناجحات جداً في بيوتهن.." قاطعته..
"وايهما تفضل؟!"
سكت مندهش من سؤالها لقد حضر ليتحدث عن عمله وليس ليناقش قضية حقوق المرأة العاملة ..كان المفروض ان يقابل معه رجل..لم يظهر من مشاعره شيئاً لكنه قال بعد برهة..
" النوع الثاني طبعاً.."
قالت بهجومية.." اليس هذا تحامل منك ضد المرأة العاملة..؟!!"
اجاب مسرعاً ومبرراً" ابداً.. أنا ليس متحاملاً الدليل اني اوفر فرص عمل للمرأة اما عن النجاح والفشل فهي نظريه عامة فكما ان هناك نساء.. يوجد رجال كذلك..فتجدي الناجح في عمله الفاشل في بيته وعائلته والعكس.."
قالت تريد تبريد الجو الذي كاد ان يتكهرب.."وانت من ايهما؟؟!"
ابتسم وقال.." لا احد..أنا لا عائلة خاصة لدي..انا فقط اعمل.." وبالرغم عنه تنهد..
فقالت مستغلة الفرصة.." وماذا تعني لك المرأة..؟!"
اخذ نفساً وفكر قليلاً وقال.." المرأة هي امي.. واختي..وابنتي فقط.."
قالت بلهجة ذات مغزى.." وزوجتك..؟!"
قال بجمود وسخرية احرجتها.." وماذا ستكون زوجتي غير امرأة..ثم اني غير متزوج.."
ابتلعت سخريته وقالت.." انت رجل الاعمال الاكثر شهرة اعلامياً..تكاد شهرتك توازي أي فنان عالمي.. مع انك فقط رجل اعمال تجاري لا اعلامي برأيك ما سبب شهرتك؟!!.."
حك جانب وجهه بسبابته حياء وقال.." حقاً أنا كذلك..؟!أليس في قولك هذا قليلاً من المبالغة.."
قالت بجدية.."انه الواقع ياسيد شاكر.."
ابتلع ريقه وهزّ رأسه نفياً وهو يقول.." قد تكون اعمالي المنتشرة.." عدل من جلسته وقال بجدية وحيرة.." بالنسبة لرجال الاعمال والشركات والتجارة بشكل عام اعترف اني فعلاً مشهور لأنه مجال عملي..أما الاعلام...فلا اعلم سبب شهرتي به.. وقد تفاجأت عندما رأيت صورتي تغطي غلاف مجلة معروفة مع ان لا علاقة لي به .."
قالت مؤيده.." حتى نحن تصلنا رسائل خاصة موجهه لك..حتى من مخرجين معروفين يطلبونك للتمثيل تصور.."
ضحك وقال برعب.." تصوير ماذا..لا ارجوك..يكفي ما انا فيه.."
ضحكت المذيعه وقالت مكملة.."ربما يكون لمظهرك الملفت كرجال السينما دور في ذلك!!"
احمر وجهه ثانيه واخذ يجفف العرق من جبينه ويقول.." صدقيني لم افكر في ذلك..ولا اذكر اني اهتممت بمظهري يوماً...في اعتقادي ليس لشكلي علاقة بإدارة الاعمال التجارية...اظنه سيكون ضرورياً لو كنت مدير علاقات عامة لأنني عندها سأقابل شخصيات وعليّ ان اظهر امامهم بمظهر لائق..."
وازاد حرجه عندما قالت.." ربما المظهر الفطري لا يحتاج الى زيادات.." وقطعت كلامها وهي تتجه للكاميرا قائلة.." معنا اتصال..مرحباً..اهلاً الصحفيه ماجده من صحيفة المشاهير..تفضلي انت على الهواء.."
قالت ماجدة" مرحباً نهى.. اهنئك فالآن انت افضل مذيعة على الاطلاق.."
ابتسمت نهى للشاشة وقالت: " اشكرك على كلامك الرقيق لكني لا افهم لماذا الافضل؟؟!"
قالت بسرعة.." لأنك الوحيد التي انفردت بحوار صحفي مع هذا الرجل بعد ان حفي الجميع وقوبل بالرفض.هل اكلمه؟!"
قالت نهى:" تفضلي انه معك.."
قالت ماجدة.."مرحباً سيد شاكر ..اريد ان اهنئك اولاً على نجاح اعمالك وتميزك فيها.."
ابتسم بشكر قائلاً" اشكرك واتمنى ان نصل للأفضل.."
قالت ماجدة باندفاع..:" سيد شاكر انا من اشد المعجبات بك..لماذا لا تتقدم للترشيح في الانتخابات..صدقني ستفوز بالأغلبيه الساحقة ...و..." قاطعها
:"استاذه ماجدة...ماجده..لا يمكنني ذلك..فأنا حالياً لا اجد الوقت لأرتاح به فلن استطيع التوفيق بينهما تكفيني مسؤلياتي الحاليه ...شكراً لك.."
استمرت تسأل.." ما يحيرنا جميعاً استاذ شاكر هو هل لك عداء ضد المرأة؟!"
ابتسم بسخرية غاضبة وذلك من حواجبه المقطبة وصمت قليلاً..ثم قال ببرود.." ابداً..ولماذا اعاديها؟!"
فقالت مبررة.." اذن لماذا لا تتزوج الى الآن..رغم جمالك ومالك..وكثرة بنات الحلال الجميلات حولك..!!"
اخذ نفساً عميقاً وهو ينظر طول الوقت للطاولة امامه..حتى لو رفع رأسه يتعمد ان لا تلتقي نظرته بالكاميرا...وقال لنفسه.."هذه الاسئلة ليس لها علاقة بالعمل...لسنا في لقاء فني.."
وقال لماجده.." لا اعتقد ان هناك من سيقبل بي لكثرة مشاغلي..و.. لم التقي الى الان بمن تشاركني حياتي ..."
حاول ان لا يظهر عليه الضيق وهي تقول..:" وما هي شروطك في شريكة حياتك؟؟!"
ابتسم بخجل وقال.."لا شيء محدد المهم الاخلاص وان...لا تكون طبعاً عاملة ..وان..." تردد قليلاً ثم قال بخجل.."وان يدق قلبي حباً لها.."وابتسم محرجاً..
تدخلت نهى قائلة..:" اليس هذا تكبر منك وغرور.. ايعقل انك لم تحب ابداً.."
واراد ان يخفي توتره ويشتت الموضوع تهربا من الاجابه فقال مازحاً..:" هل ستعملين خطابة وتبحثين لي عن بنت الحلال.."
سرت ماجده من ممازحته لها وضحكت .. بينما سوسن تعاني مما يقال..
كانت دقات قلبه تعلو حتى سمعها بوضوح من الخوف والارتباك والتوتر..خوفا من اسئلة اخرى..وتنهد عندما قالت ماجده..:" شكراً لك اتمنى ان تلتقي بها قريباً.."
عادت المذيعة تقول.." ماذا عن مشروعاتك في القارة الآسيويه؟!.."
ارتاح وهو يعود للموضوع الرئيسي .وعادت شخصية رجل الاعمال الواثق من نفسه.فقال.." هناك مشاريع كثيرة تقام في مناطق مختلفة يهتم بها فرعنا هناك...كما ان لي سفرة قريبة الى مصر في القارة الافريقيه كبداية... لبدء عدة مشاريع والاشراف على اخرى منتهية تقريباً..."
قالت نهى..:" ماشاء الله.. الخير امامك ان شاء الله... معنا اتصال من هنادي..الوه هنادي؟! تفضلي.."
قالت هنادي..:" مرحبا سيد شاكر..كيف الحال؟!"
رد ببرود :" الحمد لله اتفضلي.."
كان يستغرب مالذي يدعو النساء للإتصال به..كان يتوقع ان كل متصليه رجال اعمال..او...مهتمين من المستثمرين
قالت هنادي..:" الست سعيداً بهذه النجاحات التي تحققها على الصعيد المالي والاعلامي.."
قال بتعجب..:" من منّا لا يسعد بهذه النجاحات ويطمح للمزيد.."
قالت..:" لكننا نرى نظرة الحزن في عينيك..ولا ابالغ لو قلت لك اننا قمنا بعمل اسبيان وقد لا حظ الكل ذلك.."
ضحك وقال..:" قد تكون نظرة مميزة لي.. فأنا المالك الحزين.."
ضحكت وقالت..:" انها فعلاً نظرة مميزة آسره ..شكراً لك.."
قالت المذيعة..." فعلاً سيد شاكر لقد لاحظت ذلك..فما سرّ هذه النظرة؟!"
قطب حاجبيه وهو يحاول الابتسام لقد ضيقوا عليه الخناق..وقال.." فعلاً نظرتي قبل سنوات لم تكن كذلك...وصديقي مجدي هو الوحيد الذي يعرف قصتها..وقد توفي منذ ثلاثة اعوام..وانا اعتبر ان سرها قد مات معه..لأنك لن تحصلي على شيء مني.."
قالت وهي تمسك بسماعة اذنها ..:" مرحبا معنا اتصال..انت على الهواء جمال الكون.."
انطلق صوت ناعم يقول..:" مرحبا سيدي انا جمال الكون.."
ابتسم وقال مستغرباً :" مرحباً ...اسمك غريب.."
ضحكت بنعومة وقالت:" انه اسم اطلقه عليّ اهل حارتنا لشدة جمالي واسمي نورا..وانا مستعدة ان اتزوجك ..وسأرسل صورتي لك واراهن ان قلبك سيدق حباً لي..ولن تندم.."
كان يفرك جبينه وعيناه لا تثبتان في مكان واحد دقيقة واحدة حرجا وارتباكاً وحياءً..فقال بتوتر..:" لكني لا افكر حالياً بالزواج.." وكان يتمنى ان يقطع الاتصال في هذه اللحظة او ينتهي البرنامج فجأة ..او يقوم هارباً من مكانه اويحدث شيء ما يشوش البث كسقوط القمر الصناعي..!!!!! كل هذا لأنه لا يعرف ان يتصرف او يرد فهذه اول مرة يقابل معه على الهواء...فنظر الى المذيعه مستنجدا التي قطعت الاتصال وهي تقول..:"ستعثرين حتما على فارس احلامك..شكراً لك.."وتوجهت لكاميرا ثانيه وهي تكمل.." اعزاءنا المشاهدين فاصل اعلاني قصير نعود بعده لنواصل لقاءنا مع ضيفنا اشهر رجل اعمال شاكر السامر..ابقوا معنا.."
ظهرت بعدها على الشاشة مجموعة من الاعلانات ...
ومن خلف كواليس الاستديو..شرب شاكر ماء بارد وهو يهف على نفسه بمجموعة اوراق..وعندما لاحظ نظرات المذيعة المتعجبة قال..:" آسف ...هذه اول مرة اظهر فيها على الهواء في مقابلة تلفزيونية ..ولم اكن اتوقع هذه الأسئلة ...انها محرجة ظننت اني في لقاء فني.."
ضحكت وقالت بعطف :" انت فقط خجول..انها صفة لم اكن اعرفها فيك...سأحتفظ بها لنفسي.." وهنا اُعطيت إشارة العودة على الهواء فقالت..:" مرحبا بكم مشاهدينا الاعزاء مرة اخرى...نعود لنواصل مع ضيفنا رجل الاعمال الشهير السيد شاكر..." وتوجهت له قائلة:" هل تعتقد ان اعمالك هذه تفي الشباب العاطل عن العمل...او من يبحث عنه لكن ليس له خبرة..."
اخذ نفساً عميقاً وقال.:" بالطبع..فلدينا مراكز للتخصص والخبرة...يعمل بها المتقاعدين عن العمل في شركاتنا فأنا لا اتخلى عن الخبرات...وهناك اعمال ندرّب عليها الشباب ونعطيهم شهادات خبرة ليعملون بها سواء معنا او في أي شركة اخرى..انها معاناة مررت بها شخصياً اول حياتي.."
التفت للمشاهين..:" معنا على الهاتف السيد سعيد الراضي...مدير شركة المنتجات الوطنية...تفضل سيد راضي.."
انطلق صوته مرحاً جريئاً.:" اهلاً بكم ..اوجه التحيه لكل المشاهدين..واحيي صديقي سيد شاكر.."
قال شاكر بفرح وقد كان يعرفه من الماضي.."اهلا سيد سعيد..يسرني سماع صوتك.."
قال سعيد ضاحكاً:" لا تفرح كثيراً انها مكالمة عمل..كنت اريد ان اشاركك في احدى اعمالك كما كنا نفعل قديماً.."
ضحك من اعماق قلبه وهو يتذكر اعمالهم التي كانوا يتشاركون بها..وقال.." يسرني ذلك..حالياً كل اعمالي محجوزة ..لكن لدينا مشروع في افريقيا سنبدأ به قريباً..سأرسل لك اوراقه ودراسته على..." ارتبك قليلاً وقال..:" اين ارسله ؟ اعطيني عنوانك وسأخذه من الكنترول..انه عمل كأعمالنا القديمة يناسبك تماماً.."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذبة الروح
Admin
عذبة الروح


انثى
عدد الرسائل : 286
المزاج : أحبكم مــآآرآآ
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

روااية حزينة \,,, Empty
مُساهمةموضوع: رد: روااية حزينة \,,,   روااية حزينة \,,, Emptyالخميس 20 مارس 2008, 9:15 am

قال سعيد من بين ضحكاته.." شكراً لك يا صديقي.. واتمنى لك مزيداً من التوفيق...كما اهنيك على المشروع الاخير ...اثبت رغم بساطته انه جداً مفيد للشباب..."
التقطت المذيعه طرف الخيط معلقة.." شكراً لك سيد راضي ويهمنا ان تعلموا ان السيد شاكر يهتم كثيراً بطبقة الشباب العامل ويحاول توفير اعمال لهم...اليس كذلك.؟!"
هزّ رأسه موافقاً وقال..:" بالطبع..فهم احوج لهذا العمل..فمن المؤكد ان منهم من يريد ان يفتح بيتاً ..ويتزوج.. ومنهم من يصرف على ابنائه.."
عندما قال ذلك كان وجهه يملأ الشاشة..وكانت تنظر اليه زوجة ابيه التي اطرقت برأسها وهو يكمل.." اشعر ان علىّ ان اوفر له عملاً مستعجلاً..واساعده في زواجه حتى لا تطير عروسه بسبب عمله.."
وابتسم بسخريه..فقالت :"خيالك خصب سيد شاكر.."
قال في نفسه (انت لا تعرفين شيئاً) ثم قال لها :" لكنه قد يحصل.."
قالت معلقة :"كل شيء جائز..نعم معنا اتصال مرحباً ..من معي.."
وانبعث صوت حاقد يقول.." اريد ان أسألك لماذا انت بالتحديد ...لماذا قَبِل رجل الاعمال ان يبث معك حواره...مع اني قبل سنتين طلبته في حوار ورفض..هذا لا يدل الا على شيئين... اما ان في الموضوع رشوه او انكما على علاقة...:"
دهشت المذيعه وقالت " لاشيء مما تقولينه صحيح.."
فتدخل شاكر وقال بصوته الجامد الخاص برجل الاعمال.." انا لم التقي بالمذيعة نهى سوى قبل اسبوع عندما اتصلت تطلب مني مقابلة تلفزيونيه..وقبل ذلك لم اكن اعرفها ..اما بالنسبة لك..فربما لم اكن متفرغاً ...او لم يكن هناك ما اتحدث عنه من مشاريع....ثم اني لا احب الظهور في التلفاز وهذا اول مرة اظهر بها.."
عادت تقول بحقد...موجهه كلامها للمذيعة نهى.." على العموم لقد اكسبك هذا الرجل نقاط كثيرة ..اهنئك مقدماً.." واغلقت الخط..
فوجهت المذيعة كلامها للكاميرا قائلة .."لا اعرف عن أي نقاط تتحدثين بالضبط..لكن ذلك حتماً سيثري ملفي الصحفي..معنا اتصال آخر..مرحباً انت على الهواء.."
فقال صوت عابث..:" اهلاً نهى معك مها.. اريد ان اقول لضيفنا الجميل...انني اجمع صورك ومواضيعك كلها..وقد كبّرت بعض البوسترات واطلب منك النظر للكاميرا عندما تتحدث حتى نراك جيداً..وانا اسجل هذا اللقاء على شريط فيديو حتى..."
قالت المذيعة بأسف " اوووه نأسف لذلك يبدو انه انقطع الاتصال.." ابتسم رغماً عته لأنه يعلم انهم الذين قطعوه بعد ان تحول وجهه الى اللون الاحمر القاني...قال بعدها بتردد "شكرا لك..لكني لا اعلم لماذا تجمع صوري..فأنا لست فناناً ولا رجل اعلام.."
ضحكت وقالت:" الا تخاف ان يصيبك الغرور بسبب ما وصلت اليه من نجاح ومكانه في قلوب الناس فأنت مشهور اعلامياً..؟ّ"
عدّل من جلسته وهو يقول..:" فعلاً عندما يصل الانسان لمثل هذه المكانة برغبته وكامل ارادته..فقد يصيبه الغرور...اما في حالتي فمن المستبعد ان يصيبني داء الغرور ..لن يصيبني ابداً اؤكد لك ذلك.."
ضحكت متعجبه وقالت.:" انت تجعلني اشعر انك مجبر على النجاح...اذن في الامر امرأة.."
قال نافياً.:" لا ...ليس في حياتي أي امرأة.."
سألته:" اذن انت لست من فئة وراء كل رجل عظيم امرأة؟!"
ضحك وقال..:" قد اكسر هذه القاعدة واصبح اول رجل عظيم بعد ان رحلت من خلفه امرأة.."
قالت مسرعة..:" تقصد امك..؟!"
اطرق برأسه ولم يجب مما دفع بها بالهمس:"آسفه.." فابتسم بحزن وقال.:" لا عليك.."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذبة الروح
Admin
عذبة الروح


انثى
عدد الرسائل : 286
المزاج : أحبكم مــآآرآآ
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

روااية حزينة \,,, Empty
مُساهمةموضوع: رد: روااية حزينة \,,,   روااية حزينة \,,, Emptyالخميس 20 مارس 2008, 9:16 am

********************************
ثم قالت بجدية موجّهه كلامها للكاميرا..." معنا هنا على الخط وزير الاقتصاد..آلو..مرحباً سيد اسماعيل.."
قال الوزير بصوت رزين..:"اهلاً نهى..مرحباً سيد شاكر اهنيك على اعمالك الناجحة مؤخراً..و وددت لو اعرض عليك فكرة هي عن مناقصات حكومية لما لا تقبلها...اعني تشارك في اعمالها.."
ردّ بجديّة..:" اشكرك جداً على هذه الفكرة...لكني احب ان تكون مشروعاتي كلها من تصميمي وشروطي وكاملة الامتلاك لي...حتى استطيع المحاسبة عليها او المسامحة...لكن لا مانع من التفكير ..قد انشيء شركة لهذا الغرض وعندها ستكون تحت تصرفك.." قال ذلك وابتسم ابتسامة جذابة..
قالت نهى بارتباك.." معي اتصال اخر من..رجل اعمال تونسي هكذا عرف نفسه..تفضل.."
قال المتصل بلهجة مكسّرة.." مرحباً سيد السامر...اود لو اسألك...هل لك تعاملات مع البورصة؟! وكيف يمكن الربح بها...والتوقع السليم...!!!"
انتظر شاكر قليلاً ليركز معه في كلامه وهزّ رأسه نفياً أي لم يفهم تماماً ما يريد..فقالت المذيعة بخفوت.." يسألك هل لك تعاملات في البورصة.. وكيف يتعلم التوقع بها.."
ضحك شاكر وقال.." لا سيد رجل اعمال تونسي...ليس لي معاملات بورصية..ولا استطيع افادتك بها...آسف فأنا لا اجيد فن التوقع.."
قالت نهى معلّقة.." لماذا سيد شاكر لا تفعل على غرار رجال الاعمال في مساهمات البورصة .."
اخذ نساً عميقاً وقال..:" الحقيقة..انا احب العمل على ارض الواقع ولا احب المغامرات او المفاجأت التي تحمل معها كوارث غالباً...لذلك لا التفت اليها.."
قالت نهى.:" واقعي جداً..مرحباً اتصال من سماهر.."
قالت سماهر:" مرحباً سيد شاكر...واشكر لك اعمالك الرائعة الخاصة بالشباب..لكن ما يؤلمنا حقاً هو حصولنا على اعلى الشهادات ...وأخيراً لا نجد مكان يحتاجها...ارجو ان توصل صوتي هذا المسؤلين فنحن نتعب للدراسة ونمتع عن السفر للخارج بحجة ان بلدي اولى..لكن بلدي ترفض تشغيلي..وهذا ظلم...فأنا حاصلة على دكتوراة..ولا اجد عملاً.."
ردّ شاكر مبتسماً:" يا اخت سماهر..صوتك بالفعل قد وصل..وانت من اوصله الآن..لكني انصحك نصيحة اخ..لا تعتمدي الشهادة باباً للرزق...ابحثي عن عمل آخر..او عدة اعمال حتى تتوفقي لتخصصك..وشركاتي كلها تحت امرك...ترحب بك وبأمثالك من الشباب..."
عادت سماهر تسأله...:" شكراً لك .سؤال اخر هل لك مشاريع في الناحية الترفيهية اقصد منتزهات للشباب او رحلات سياحية ترفيهية.."
ضحك وقال..:" حالياً لايوجد..لكنها فكرة طرحتيها..وستتم مناقشتها قد يحمل لنا المستقبل مثل هذه المشروعات..ضعي اسمك وعنوانك في الكنترول واذا بدأنا المشروع سأستفيد منك حتماً...شكراً لك.."
ثم وجه كلامه للمذيعة قائلاً " لقد اثرتني هذه المقابلة بأفكار كثيرة رائعة..شكراً لك نهى .." ونظر للكاميرا عالماً بأن سكرتيرته تتابعه بكل شغف..:" وشكراً لك سكرتيرتي العزيزة..انك عاملة مجتهده تستحقين مكافأة.." وابتسم..كان يريد ان يوصل لها انها عاملة فلا تناسبه كزوجه..وكانت تنظر له عبر الشاشة..وتضحك قائلة.." لقد فهمت رسالتك سيدي.." ثم قالت تفكر في نفسها.." قد افكر في الاستقالة وتعلم اعمال المنزل.."
قالت نهى باهتمام..:" عذراً سيد شاكر هناك اتصال من..نعم عادل تفضل.."
قال عادل.." اهلاً سيد سامر..انا من منطقة صغيرة جداً تكاد لا تظهر على الخريطة ..نحن نسمع عنك كثيراً ونتمنى لو يكون هناك رجل مثلك عندنا ..ولأن رجال الاعمال لا يهتمون بنا وبمثلنا من طبقة الشباب..فإننا الآن فوق المئة شاب عاطل..نتمنى ان تحضر وتنشئ مشروع عندنا..وسنكون بالخدمة علماً ان نصفنا متعلم تعليم عالي...وقد طلبنا من كذا رجل اعمال واعتذروا بأن موقع المنطقة غير استراتيجي وغير معروف ..و...شكراً لك.."
اجاب شاكر متحمساً..يسرني ذلك يا عادل..فقط ارسل اسم المنطقة وعنوانك الذي اراسلك عليه وبإذن الله مشروعي التالي سيكون خاص بكم..وسأسميه بمنطقتكم ..وهكذا ستظهر على الخريطة..."
ضحك عادل ونهى وهو ثم اكمل..:" سيكون كل شيء عن طريقك يا عادل..مبدأياً اجمع لي اسماء الشباب عندك ومؤهلاتهم ومعلومات عنهم وافكارهم...وسأكون معكم في اقرب وقت ممكن.." قالت نهى معلقة.:" اليس هذا كرم زائد عن حده..اقصد انه قد يدمرك.."
اندهش من التعبير وقال.." يدمرني!!! لا ...صدقيني ان به ربح خاص لي..فأنا في النهاية تاجر ..وبالطبع به ربح لهم وأفضل شيء فيها والربح الأعظم هو الآجر.. والدعوات التي اكسبها من امهاتهم.." ابتسم وقال:" لقد كشفت سرّ المهنة والنجاح.."
قالت نهى ضاحكة:" معك حق ..ذلك هو الشيء الوحيد الذي سيبقى من عملك..و...اتصال هاتفي من مرام تفضلي.."
قالت مرام مندفعة.." سيد شاكر مرحباً ..سيدي لي تعليقاً على الشاب عادل ..الن يكون في بعد المسافات هذه اخلال بالعمل او المتابعة او صعوبة التوفيق بينهما وبين اعمالك الاخرى المنتشرة في كل مكان..اقول ذلك..لأني اعمل بشركة وقد لاحظت ان اكثر مشاريعها تتعطل بسبب بعد المسافات وعدم استطاعتهم التوفيق بينهم.."
اجاب شاكر باهتمام..:" بالفعل هذه نقطة صعبة في حياة التاجر..بالنسبة لي لا اجازف..ودائماً لدي اسبابي..اما بالنسبة للمسافة..فإذا وجدت اني غير قادر على ايفائهم حقهم ..اتعاقد معهم على مبلغ رمزي..واعطيهم المشروع يديروه بمعرفتهم ..لكن بعد ضمان تدريبهم جيداً..وهكذا اكون قد ارحتهم وارتحت.."
وهنا اتتها اشارة تعلن نهاية وقت الحلقة فقالت وقد رسمت على وجهها ابتسامة دبلوماسية تخفي غضبها وتظهر زهوها وافتخارها وقالت..:" اعزاءنا المشاهدين..لقد داهمنا الوقت لكن لنا لقاء آخر ان شاء الله مع ضيف جديد في الحلقات المقبلة من برنامجكم صفوة المجتمع... وقبل الختام كلمة اخيرة للسيد شاكر او رسالة توجهها للمشاهدين ونختم بها الحلقة ...تفضل..."
قال:" هممم..نعم...اوجه دعوه لكل شاب خاصة شباب وطني..ان يتوجهوا ولا يترددوا الى مراكز التخصيص وعليهم ان لا يعلقوا امالاً كبيرة على الشهادات وان يتعلم الشاب اكثر من مهنة..ومراكزي تفتح لهم ابوابها..واتمنى لكم كل التوفيق.."
قالت المذيعة :" اشكر لك سيد شاكر تواجدك وحضورك معنا ونحن بدورنا نتمنى لك النجاح الباهر في كل اعمالك ..والتوفيق في حياتك العامة والخاصة.."
اطرق عند ذكر ذلك ..وعادت تقول للشاشة ..:" شكراً لكم اعزائي المشاهدين..شكراً لطاقم العمل..والى اللقاء في حلقة اخرى.."
وانطفأت الانوار وتصاعدت كلمات الشارة والموسيقى فقامت "سوسن " واغلقت التلفاز وسحبت شريط الفيديو...واتجهت رأساً الى حجرتها..
****************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذبة الروح
Admin
عذبة الروح


انثى
عدد الرسائل : 286
المزاج : أحبكم مــآآرآآ
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

روااية حزينة \,,, Empty
مُساهمةموضوع: رد: روااية حزينة \,,,   روااية حزينة \,,, Emptyالخميس 20 مارس 2008, 9:16 am

الفصل الثالث..
عندما عاد الى البيت استقبلته اخته بلهفة وسألته..:" ماهو السر يا شاكر..؟لماذا هذه النظرة..!!"
فقال بجفاء وهو يهم بدخول غرفته:" اسألي مجدي.." فأطرقت وهي تقول.." يرحمه الله."..وانتبهت فجأة وقالت :" كيف اسأل ميتاً ؟! هذا مستحيل!!" قال قبل ان يغلق باب غرفته بعنف..:" وكذلك معرفة السر.."فزعت" امل " من عنف الاغلاق...فذهبت مكسورة النفس ورأت امها هذا المشهد وفوراً انطلقت الى الوالد تشتكي له....
دخل غرفته وهو يفك الازرار الأول للقميص ونظر للمرآه واخذ يتأمل عينيه..ونظرته الحزينه كما قالوا له وكما قالت له لمذيعة في التعريف" اصبحت المالك الحزين الآن!! "توجه الى سريره واستلقى هناك ووضع يديه كوسادة تحت يديه..وأخذ يفكر في سرّ عينيه..وقال معلقاً :" ياللإعلام ..حتى عيني صنع منها سرّا"ً..
***************************************
وتذكر عندما عاد من لقائه القديم..ودخل حجرته ورمى صورتها التي في اطار زجاجي الى ان تكسرت وتناثر الزجاج على مساحة واسعة..وهو يصيح بهستريا.." نذلة..جبانة..حقيرة..كذابه...خدعتني..لماذا ؟ لماذا؟ لماذا؟!!" دخل صديقه ورآه يمزق صورة اخرى لها كان يحتفظ بها تحت وسادته..امسك به صديقه..بينما اخذ شاكر يضرب على صدره ويصرخ قائلاً: " انا مغفل ..انا انسان غبي...مخدوع.."ثم اقلت من صديقه وتوجه للمرآه وصرخ ." لااااااا..." وهو يرمي بكل محتويات الطاولة من عطور..وقال:" بل انا صادق..انا طيب.." امسك به صديقه وصفعه على وجهه بقوه حتى ارتمى على السرير..ينظر بذهول وترقب وقد هدأت حركته..فقال مجدي:" لقد انتهى كل شيء..ولم تعد لك ..ابحث عن غيرها..ام انك ستجلس هنا وتغلق على نفسك..بكي على حبها الذي راح وتقف على الاطلال.." قال " شاكر " بحقد من بين انفاسه المتقطعة.. " ليس هذا مكاني..سأريك من انا ..وسأريها ايضاً..تلك الكاذبة الحقيرة..."
تقدم " مجدي " منه وهو ما زال جالساً على سريره فأمسك كتفيه وقال له بلطف..:" عيناك مليئة بالدموع..لا تحبسها..اخرجها..ابكي ياشاكر ..ابكي.."
هزّ رأسه نفياً وعيناه مفتوحة بدهشة وتعجب واستنكار..فهزّه مجدي وقال بصراحة.:.:" انه ليس ضعفاً..فرغ انفعالك ولو بالبكاء..."
قال شاكر بجمود واستنكار..:" ابكي عليها !!!..لا..انها لا تستحق ان اذرف عليها دمعه واحدة..سأذهب وابحث عن عمل..عليّ ان احقق ذاتي...ارجع كرامتي..احقق حلمي الآخر..طالما ان حلمي الاول قد ولى وتحطم.."...
تذكر صديقه الراحل مجدي وشعر بشوق شديد له..وتسللت على خده دمعه مسحها وقال..:" يرحمك الله ياصديقي.." هنا دخلت زوجة ابيه لغرفته..فقال لها قبل ان تتكلم.." لا اريد طعاماً.."
قالت له بلا مبالاه.." انت حر..لكني جئت لأقول لك ان اباك يطلب رؤيتك الآن.." وانصرفت على الفور..
فجلس على الفور وقال مفكراً..:" يريدني...!!..قد يكون وافق على المشروع وعلى المشاركة فيه.." وقفز مسرعاً الى حجرة ابيه..
قال له الأب عندما دخل..:" تعال بجانبي يا بني.."تقدم وجلس بهدوء وقال..:" لقد طلبتني ..خير ان شاء الله يا ابي.."
وبدأ الأب عتابه فوراً...قائلاً..:" لماذا يابني تعامل اخوتك هكذا..؟!.." فهم الموضوع وصمت مديرا وجهه الوسيم للجهه الثانية وعيناه في الأرض..لأنه لا يجد ما يقوله فأبوه على حق وهو يعلم انها اوصلت له الخبر اسرع من البريد المستعجل..اما اخته فلا تجرؤ على فعل ذلك....اكمل الاب.." يابني لقد ذهب اكثر العمر ولن يعد هناك سوى القليل..دعني اعيشه مطمئناً قبل ان اموت.."
تضايق شاكر من هذا الموضوع..والتفت اليه بخوف و قال..:" اطال الله عمرك يا أبي ..ما هذا الكلام.؟؟!"
اكمل ابوه.." صدقني لن ارتاح اذا استمرت علاقة الجفاء بإخوتك هكذا ..انت الرجل من بعدي..وانا اريد ان اطمئن عليهم معك.."
قال ابنه مؤنباً.." اطمئن يا ابي ..لن اظلمهم ولن اكل حقهم..فأنا اعرف الحلال من الحرام.."
ربت الاب على كتف ابنه وقال..:" انا واثق من ذلك لكن العلاقة ..الروابط..الحب لهم والخوف عليهم..كل هذه امور مهمه لي اكثر من المال وكلها مفقودة.."
نظر له ابنه وقال..:" لكني لم اؤذيهم.."
قال الأب بحزم.." بل آذيتهم كثيراً..انهم يحبونك ..متعلقون بك..يتفاخرون بك ويتخذوك قدوة لهم..وانت تتجاهلهم تماماً...ماذا تفعل لو احببت احداً وتجاهلك..؟! هذا هو شعورهم.."
نظر شاكر بفزع لأبيه برهه... ثم اطرق لأنه يعرف هذا الشعور جيداً...
اكمل الأب..:" اريد ان اموت وانا مطمئن ان هناك من يحبهم ويحميهم خوفاً عليهم...سأكون مرتاحاً في قبري وانا واثق انهم لن يُهانوا كما كنت صغيراً..."
هزّ رأسه بحزن من كلام ابيه وقال ..:" حاضر يا ابي ..سأفعل كل ما تأمرني به.."
قال ابوه بتفهم.." اعلم انهم ليسوا اشقاءك..لكنهم اخوانك ...حاول ان تحبهم على الأقل ..بسبب توحد اسمهم مع اسمك.."
قال الابن بتوتر.." انا لا اكرههم ..ولا اعرف ماذا افعل لكي احبهم ؟!"
قال الأب موجهاً :" ابني معهم جسراً من الثقة والحوار ..تدخّل في شؤونهم....وجّههم فأنت اباهم من بعدي.."
رفع رأسه بحده وقال لنفسه..:" انت تطالبني بالكثير يا ابي.." لكنه قال لأبيه " حسناً كما تريد.." ونزل بعدها مفكراً في كلام ابيه " فعلاً لا ذنب لهم فيما حدث " وانتبه على صوت زوجة ابيه وهي تقول له بهمس.." ماذا كان يريد منك ابوك.."
نظر لها بطرف عينه وضحك باستهزاء دون ان يلتفت اليها..وقال..:" كأنك لا تعلمين...؟!!!" جرحتها نبرة السخرية الواضحة منه..فلحقت به وسحبته من ذراعه بقوة ثم دفعته حتى اصطدم بالجدار وهو مدهوش منها..وقفت امامه تماماً ملاصقة له..فأنتفض خوفاً من فعلتها هذه..فدفعها بعيداً صارخاً بها." مابك ؟! ألم تستطيعي ان تنسي ان ما بيننا انتهى من زمن بعيد..؟!"
تنفس بصعوبه وقال وهو يخرج الحروف من بين اسنانه" ألم تستوعبي انك زوجة رجل اخر..وما انا الا ابن زوجك..وانت زوجة ابي.."
هدأ قليلاً وقال وهو يجفف العرق عن جبينه:" لا تفكري في شيء اخر..فأنت منذ تزوجت ابي اصبحت محرمة عليّ تماماً.."
**********************************
بعد تلك المواجهه..مرّت الأيام والأسابيع وهو يحاول تجنبها..فكان يخرج كل صباح باكراً..ويظل خارج المنزل حتى وقت متأخر ويعود بعد ان ينام الجميع...وفي صباح احد الأيام..استيقظ فزعاً على صرخات وبكاء وطرقات عنيفة على باب حجرته ..ففتح الباب وإذا بأخته تبكي وتقول.." ابي مريض جداً ... ويطلب رؤيتك.."
صعد مسرعاً يقفز الدرجات ولما دخل الغرفة خرج الجميع منها...ورآه ابنه فأمتلأت عيناه بالدموع وقد عرف انها لحظاته الاخيره..وان الرجل العجوز يحتضر...اقترب منه ببطء وامسك بيد ابيه فقبض الاب على يد ابنه بضعف برغم ما بذله من جهد..وقال بخفوت يشوبه الضعف والارهاق..."اخواتك امانه في عنقك..لا تبخل عليهم بشيء..اشعرهم بحبك حتى لو بالكذب...راعيهم..اتقي الله فيهم...احسن تربيت اخوتك الصغار..ولا تذل زوجتي من بعدي..اني اعتمد عليك بعد الله في ذلك..وتمتم بالشهادتين.." فقطب شاكر حاجبيه واقترب ن ابيه ليفهم ما يتمتم به..لكن قبضت ابيه ارتخت ..للأبد..وذهب الرجل الذي حطم سعادة ابنه دون ان يعلم بشيء ..والذي احبه واعتبره صديقاً..وللمرة الثانية لم يستطع البكاء عليه ..لكنه اخذ على عاتقه رعاية اخوانه تنفيذاً لوصية الفقيد.. اغمض عيني ابيه وردّ عليه اللحاف..وقام ليخبرهم بالفاجعة..
خرج واغلق باب حجرة ابيه وهو مطرق حزين مع بعض القساوة على ملامحه يجر رجليه جراً .. فهم الجميع ما يعنيه هذا الهدوء ..التقت نظراتهم فأبعدها عنهم الى الارض وهنا صرخت امل.." لا يا شاكر..لاااااا.." التفت لها بسرعة وقد بان الالم في وجهه وارتمت في حضنه لا شعورياً ارتبك لكن مشاعر الاخوة والدم طغى على كل شي وضمها اليه ثم ضم بقية اخواته استيقظت الام من ذهولها وصرخت مقتحمة الغرفة.. وظل هو على وقفته عندما تبعنها الابناء والبنات يلقون عليه النظرة الاخيرة ..ظل يفكر فيما حدث واكتشف انها المرة الاولى التي يحتضن فيها اخوته..
انتهت الجنازه ..وانتهى الحزن وبقيت منه الذكرى ....
***********************************
بعد وفاة ابوهم راح ينزه اخوته وزوجة ابيه وجرته قدميه الى نفس المكان القديم..وجلسوا على نفس الطاولة.. فقام اخوانه اتفحص المكان واللعب ..واصبحا لوحديهما..فقالت تذكره بالمكان.." هل تذكر هذا المكان؟!..يالك من خبيث..انه المكان الذي التقينا فيه اول مرة والذي كنا نلتقي فيه دائماً.."
فقال بخفوت وهو مطرق ..:" والذي افترقنا فيه ايضاً.." رفع رأسه ونظر اليها باشمئزاز ثم قام لإخوته وتركها تتنهد بحسرة وتنظر الى ما يمكن ان ينسيها حبها الاول...
***********************************
ترى ماالأمور الجديد التي ستطرأ على العائلة..
بالتأكيد كل يوم جديد يحمل معه احداث جديدة ..وسواءً كانت الاحداث سعيده..او داميه..سنتقبلها كما هي ..الى لقاءنا القادم تقبلوا حبي و...تحياتي للجميع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روااية حزينة \,,,
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Al-hussein Nectar :: •·.·°¯`·.·• (القسم الادبى) •·.·°¯`·.·• :: •·.·°¯`·.·• (منتديات القصص والروايات) •·.·°¯`·.·•-
انتقل الى: